PUBLICIDADE

لقد كنت دائمًا مفتونًا بفكرة الألغاز التاريخية، لكن لا شيء منها يثير اهتمامي بقدر اختفاء مكتبة الإسكندرية.

هل تخيلت يومًا مكانًا يجمع كل معارف العصور القديمة؟ الفلسفة والطب والفلك والرياضيات... كلها مركزة في مكان واحد. وفجأة، كل شيء يختفي. كيف حدث هذا؟

مكتبة الإسكندرية مركز لا مثيل له للمعرفة

في القرن الثالث قبل الميلاد، في عهد بطليموس الأول وابنه بطليموس الثاني، ظهرت مكتبة الإسكندرية في مصر.

وكانت الفكرة طموحة: جمع وحفظ جميع الكتب والمخطوطات الموجودة في العالم.

ولتحقيق هذه الغاية، كانت السلطات، كلما رست سفينة في ميناء الإسكندرية، تقوم بنسخ أعمالها وحفظ النسخ.

وكان الهدف هو إنشاء مستودع حقيقي للمعرفة الإنسانية.

ويقدر العلماء أن المكتبة كانت تحتوي على بين 40000 و 400000 مخطوطة، تغطي مواضيع تتراوح من علم الفلك البابلي إلى الرسائل الطبية الهندية.

ومن بين زبائنها الدائمين كان إقليدس وأرخميدس وهيباتيا، أسماء عظيمة في العلوم القديمة. ولكن إذا كان الأمر عظيماً إلى هذه الدرجة، فكيف اختفى فجأة؟

الحريق الذي دمر كل شيء

تشير الرواية الأكثر شيوعًا لاختفاء المكتبة إلى حريق كبير. ولكن القصة ليست بهذه البساطة.

يعتقد الكثيرون أن الحريق بدأ في عام 48 قبل الميلاد عندما غزا يوليوس قيصر مصر.

أثناء الحرب ضد بطليموس الثالث عشر، أمر قيصر بحرق السفن في ميناء الإسكندرية.

انتشرت النيران في أنحاء المدينة ووصلت إلى المكتبة، مما أدى إلى تدمير جزء من مجموعتها.

لكن المؤرخين يختلفون مع هذه الرواية ويزعمون أن هذه الحلقة لا تمثل سوى أول خسارة كبيرةوليس تدميرا كاملا.

الجناة المحتملين الآخرين

لقد تم تدمير مكتبة الإسكندرية تدريجيا، وليس في حادثة كارثية واحدة. وتشير إصدارات أخرى إلى أن:

  • في القرن الثالث الميلادي، أثناء الصراعات في الإمبراطورية الرومانية، استهدفت الهجمات والنهب المكتبة.
  • في القرن الرابع الميلادي، أمر الإمبراطور المسيحي ثيودوسيوس الأول بتدمير المعابد الوثنية، والتي ربما كانت المكتبة من ضمنها.
  • وفي القرن السابع، ربما أدى الغزو العربي لمصر إلى حرق آخر المخطوطات المتبقية.
READ  سر الرجل المتطور: مسافر من بُعد آخر؟

مهما كانت الحقيقة، لقد اختفى أعظم مستودع للمعرفة في العالم القديم دون أن يترك أثراً.

ماذا خسرنا؟

هذا السؤال يعذبني. ماذا كان في أرشيف مكتبة الإسكندرية؟ ما هي الاكتشافات التي كان من الممكن أن تغير مجرى التاريخ؟

يعتقد بعض الباحثين أن الوثائق المخزنة هناك تصف اختراعات ونظريات لم يتم اكتشافها إلا بعد قرون من الزمان.

ماذا لو تم تطوير الكهرباء، أو الطب الحديث، أو حتى مفهوم التطور في وقت أبكر بكثير؟ حضارتنا يمكن أن تكون آلاف السنين قبل أن نصل إلى ما نحن عليه اليوم.

هل هناك أي أمل؟

لا أحد يعرف على وجه التحديد ما هي النصوص التي كانت تحتويها المكتبة، ولم يتبق منها سوى القليل من المخطوطات الأصلية.

ولكن بعض مفكري ذلك العصر قاموا بنسخ أجزاء من المعرفة التي مرت عبر الإسكندرية، ونقلوا تلك النصوص إلى أماكن أخرى، مثل القسطنطينية وبغداد.

لقد سمح هذا الجهد ببقاء جزء من المعرفة على قيد الحياة.

اليوم أصبح حلم مكتبة الإسكندرية حقيقة من جديد مع مكتبة الإسكندريةافتتح في عام 2002 في مصر، كمركز حديث للثقافة والتعلم.

اللغز العظيم لمكتبة الإسكندرية

ما أذهلني أكثر في هذه القصة ليس فقط ما اختفى، بل ما كان من الممكن أن نكون عليه.

لو بقيت مكتبة الإسكندرية على قيد الحياة، لكان العالم اليوم مختلفًا تمامًا.

ماذا نترك وراءنا في رماد هذه المأساة التاريخية؟